موعدنا اليوم مع منطقة حيوية من مناطق محافظة الأحمدي الكويتية، ألا وهي منطقة الوفرة التي تنقسم إلى الوفرة السكنية والوفرة الزراعية، وحديثنا اليوم عن الأخيرة، فتلك المنطقة عبارة عن واحة ممتدة للزراعة بفضل توافر المياه الجوفية بصورة كبيرة بها، كما تتخذ موقع استراتيجي مميز جنوب دولة الكويت على خط الحدود السعودية الكويتية، ويمكننا القول أن الوفرة توفر المحصول الزراعي الأساسي الذي تعتمد عليه دولة الكويت لتحقيق الأمن الغذائي بل وللتصدير كذلك، أي تساهم في تدعيم الاقتصاد الوطني بشكل مباشر، ولذلك سوف نحاول إلقاء الضوء على كل ما يحيط بتلك المنطقة المميزة وملامح المستقبل المشرق الذي ينتظرها.
إذا كنت تبحث عن شقق للايجار في الكويت، فإن موقع سكن هو الوجهة المثالية للعثور على الخيارات المناسبة. يوفر الموقع مجموعة واسعة من الشقق للايجار في مناطق مختلفة، بما في ذلك منطقة الوفرة الزراعية، التي تتميز بأجوائها الهادئة والمساحات الخضراء. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك العثور على شقق للايجار في الجابرية، وهي من المناطق الحيوية التي تجمع بين الراحة وتوافر الخدمات. باستخدام موقع سكن، ستتمكن من استكشاف أفضل العروض والعثور على السكن المثالي الذي يلبي احتياجاتك في الكويت.
هل الوفرة مدينة كويتية أم سعودية؟
تقع الوفرة جنوب الكويت على خط الحدود مع المملكة العربية السعودية، وفيما مضى كانت لكلا البلدين حقوق في المنطقة بحسب اتفاقية العقير التي تمت عام 1922، وفي عام 1965 تم الاتفاق بين الدولتين على تقسيم منطقة الوفرة، وبالفعل تم تقسيمها إلى قسمين، قسم جنوبي من حق المملكة العربية السعودية، وقسم شمالي من حق الكويت، وتم تنفيذ هذا الاتفاق في 21 مايو عام 1970.
نبذة تاريخية عن منطقة الوفرة الزراعية
منطقة الوفرة الزراعية لها تاريخ طويل يؤكد على مدى أصالة المنطقة ومساهمتها في قيام الكويت الحديثة، وفيما يلي نبذة عن أهم ما يحيط بتاريخ المنطقة:
- في القرن 19 أصدر الرحالة الشهير لوريمر كتابه “دليل الخليج”، حيث وصف فيه منطقة الوفرة بأنها عبارة عن آبار منتشرة بعمق يقارب الـ 3 م، وتلك الآبار تحتوي على الماء العذب طيب المذاق، وتنمو حولها أعشاب كثيفة تأتي إليها الجمال لتتغذى عليها.
- وكذلك خلال القرن الـ 20 وصفت شركة الزيت العربية المحدودة منطقة الوفرة بأنها منطقة تحتاج إلى المزيد من السكان، فهي واحة تكتسي بالعشب الأخضر لاسيما خلال فصل الربيع، وتتفجر الينابيع حولها، فهي منطقة ريفية تستحق الاهتمام، وبالفعل قد كان وتحولت الوفرة إلى مزارع توفر المحاصيل الأساسية للدولة الكويتية.
لماذا سميت منطقة الوفرة الزراعية بهذا الاسم؟
الوفرة من المناطق الراقية في دولة الكويت، ولقد حملت هذا الاسم لأنه يعني الكثير من كل شيء، أو ما يفيض عن الحاجة، لأن هذا بالفعل ما يميز تلك المنطقة الزراعية المزدهرة، فالوفرة تعني الثراء المادي والرفاهية ومزارع الوفرة حققت ذلك بالفعل للكويت.
ومن الجدير بالذكر أن الدولة الكويتية اعتادت إطلاق المسميات على المدن والمناطق بشكل يعكس الوضع الاقتصادي والاجتماعي لها، بهدف تمييز المنطقة وإظهار مدى التطور التي هي عليه.
الوفرة الزراعية بين الماضي والحاضر
كما وضحنا فهناك اختلاف بين منطقة الوفرة القديمة ومنطقة الوفرة الحديثة، ونستعرض ذلك بشكل أوضح فيما يلي:
- الوفرة القديمة كانت عبارة عن منطقة محاذية للحدود السعودية تمتلك عدد من الآبار العذبة، وتبعد عن الكويت حوالي 80 كيلومتر.
- فيما مضى ذكرت الوفرة كثيرًا في كتابات الأدباء وتغنى بها الشعراء بسبب طبيعتها الريفية الساحرة المثيرة للموهبة.
- أما الوفرة الحديثة فعبارة عن مجموعة مزارع منتجة جذبت إليها السكان والمستثمرين.
- وكما خرجت المياه من آبار الوفرة منذ الفدم، فجاء العصر الحديث ومعه وفرة في الخير حيث استخرج من جوفها الآن النفط الذي تستفيد الكويت والسعودية معًا.
مزارع الوفرة الزراعية في الكويت
كما وضحنا فمنطقة الوفرة تمتلك عدد كبير من المزارع التي تنتج المحاصيل الأساسية طوال العام، وفيما يلي نحاول التعرف بشكل تفصيلي على تلك المزارع:
- بدأ الاهتمام بالوفرة كمنطقة زراعية منذ حوالي 30 عام.
- تمتلك الوفرة تربة خصبة بمكونات طينية صالحة للزراعة.
- تغطيها الكثبان الرملية من كل مكان كونها منطقة مفتوحة أمام حركة الرياح.
- تعتبر الوفرة واحة للمزارع الكويتية وتضم عدد كبير من الآبار الارتوازية، وهي عبارة عن آبار عميقة جدا ترفع المياه الجوفية إلى السطح بواسطة الضغط وبدون الحاجة إلى استخدام مضخة.
- تتكون التربة هناك من رمال سائبة بنسبة 85 إلى 95 %، ويزيد عمقها عن 100 سم وهذا عمق كبير يضفي الجودة على الأرض الزراعية.
- ولكن هناك عيب ملحوظ في طبيعة التربة الزراعية للوفرة وهو النقصان في المواد العضوية بسبب الظروف المناخية القاسية، ومع ذلك ومع مرور السنوات ازدهرت الزراعة في منطقة الوفرة منتجة محاصيل لا حصر لها.
المحاصيل الزراعية التي تنتجها منطقة الوفرة الزراعية بالكويت
تنتج مزارع الوفرة الكثير من المحاصيل التي تغطي الحاجة المحلية لدولة الكويت، وفيما يلي أهم المعلومات عن تلك المحاصيل:
- تنتج مزارع الوفرة نوعين من المحاصيل الأساسية، وهما المحاصيل شبه الدائمة كالبرسيم والكرات، ومحاصيل شتوية كالبصل والبقوليات والشعير والقمح.
- أما عن المحاصيل الصيفية سواء المبكرة أو المتأخرة فتنتج الوفرة الشمام والبطيخ، والكوسة، والخيار والبامية، واللوبيا.
- كذلك تزرع الورقيات مثل الريحان، والبربيل، والملوخية.
- كما ينتشر في الوفرة الأشجار المثمرة وأهمها أشجار النخيل، والرمان، والسدر، والعنب، والحمضيات، والموز، وغيرهم.
معاناة تربة مزارع الوفرة مع مشكلة ملوحة الأرض
على الرغم من الانتاج الضخم الذي توفره مزارع الوفرة من المحاصيل في مختلف فصول العام، ولكن هناك معاناة يجدها المزارعين مع الملوحة الزائدة التي تجتاح تربة المزارع، وظاهرة الملوحة أو التملح تعني ارتفاع مستوى الملح في التربة بالشكل الذي يظهر على سطحها، والسبب الأساسي في ذلك الاعتماد على المياه الجوفية بسبب فشل إيصال المياه المعالجة للمزارع، وبالطبع تأثرت خصوبة التربة وتأثير حجم الإنتاج الزراعي.
ولذلك تعمل وزارة الأشغال الكويتية على طرح بعض من المشاريع الهندسية التي تساعد في حل تلك المشكلة، ومنها مشروع إنشاء وصيانة خط نقل للمياه المعالجة من مركز التحكم إلى محطة منطقة الوفرة الزراعية.
مشروع خط ضخ المياه المعالجة إلى منطقة الوفرة الزراعية بالكويت
كما وضحنا فمشكلة التملح التي تجتاح مزارع الوفرة تحتاج إلى التدخل الفوري من الجهات المعنية، وقد كان بطرح مشروع خط نقل المياه المعالجة إليها، وفيما يلي أهم ملامح هذا المشروع الذي سيعيد الحياة إلى تربة المزارع:
- مشروع ضخ المياه المعالجة تقترب تكلفته من 46 مليون دينار كويتي، والهدف الرئيسي من هذا المشروع هو نقل حوالي 250 متر مكعب من المياه المعالجة إلى منطقة مزارع الوفرة.
- الخط المسؤول عن ضخ المياه المعالجة يصل قطره إلى 1600 مليمتر، ويصل طوله إلى 93 كم.
- ومن الجدير بالذكر أن مدة إنجاز هذا المشروع تستغرق عامين فقط، وبعدها ستعود أراضي الوفرة الزراعية لإنتاج المحاصيل بكفاءة تامة.
أهم الخدمات في منطقة الوفرة الزراعية بالكويت
ليس معنى أن منطقة الوفرة عبارة عن مناطق ريفية أن يكون هناك عدم اهتمام بالخدمات والمرافق التي تحسن مستوى المعيشة، بل على العكس تتميز الوفرة بتوفير كافة الخدمات التي يحتاج إليها سكانها، ومنها ما يلي:
- تضم المنطقة 7 مدارس، وسوق مركزي، ومستشفى، ومركز شرطة، وفرع غاز، ومسجدين.
- تضم كذلك مجمع حكومي، ومواقف للسيارات، ومركز إطفاء.
- يوجد بالوفرة عدد من المطاعم والمقاهي والحدائق العامة والمنتزهات.
- جاري العمل حاليًا على توسعة المناطقة السكنية بالمنطقة، حيث تم طرح مجموعة من المشاريع العقارية التي تستهدف بناء عدة وحدات سكنية جديدة.
كم يبلغ عدد سكان منطقة الوفرة بالكويت؟
يبلغ عدد سكان مدينة الوفرة حسب أخر الاحصائيات لعام 1970 حوالي 3673 نسمة، منهم 865 كويتياً، و2808 من جنسيات أخرى، أي أن غير الكويتيين كانوا يشكلون 76% من المجموع الكلي للسكان.وبعد ذلك ارتفع عدد سكان الوفرة إلى 5108 نسمة خلال عام 1980، حيث شكل الكويتيون (3764) نسمة بنسبة 74% من المجموع الكلي للتعداد السكاني.
إذا كنت تبحث عن عقارات للبيع في الكويت، فإن عقار الكويت يوفر لك مجموعة متنوعة من الخيارات السكنية المميزة. يمكنك الاطلاع على شقق للبيع في المهبولة، وهي منطقة سكنية هادئة تتميز بموقعها الممتاز على الساحل الجنوبي للكويت. تقدم عقار الكويت العديد من الشقق المصممة بأسلوب عصري وتجهيزات عالية الجودة في هذه المنطقة المطلة على البحر مثل شقق للايجار في الكويت، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للعيش أو للاستثمار في سوق العقارات الكويتي.
هل مناخ منطقة الوفرة الزراعية يساعد على السكن بها؟
الوفرة مثلها مثل كافة مناطق الكويت يخيم عليها مناخ صحراوي قاسي وجاف مع درجات حرارة عالية في فصل الصيف، ومعتدلة بعض الشيء في فصل الشتاء.وفيما يخص الأمطار فمعدل هطول الأمطار بها محدود ولا يزيد عن 100-150 مم سنويًا، كما تستقبل المنطقة معدل منخفض من الرطوبة، وتهب عليها الرياح الجافة القوية خلال فصل الصيف.
أهم المعالم السياحية في منطقة الوفرة الزراعية بالكويت
على الرغم من الطبيعة الريفية لمنطقة الوفرة الكويتية، ولكن تتمتع كذلك بوجه سياحي مميز بفصل توافر عدد كبير من المعالم السياحية حولها، وفيما يلي نستعرض البعض من تلك المعالم:
- برج الوفرة: عبارة عن برج سكني وتجاري شاهق يتخطى ارتفاع الـ 260 متر، ويوفر إطلالات بانورامية رائعة على كافة أنحاء المنطقة.
- متحف الوفرة للفنون: يعتبر هذا المتحف من أهم متاحف محافظة الأحمدي باسرها، حيث يعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية الكويتية وحرف يدوية قديمة تجسد عظمة الصناعة الكويتية القديمة.
- سوق الوفرة التراثي: سوق تقليدي يعرض البضائع والمنتجات المحلية مثل التحف الخليجية المميزة والهدايا والأطعمة التقليدية والحرف اليدوية.
- نادي الوفرة الرياضي: نادٍ رياضي يوفر الكثير من المرافق الرياضية المتنوعة كالملاعب وصالات الجيم.
- حديقة الوفرة: مكان رائع للاستجمام والاستمتاع بالنباتات المزينة والأشجار المحلية، كما تضم عدد من الملاعب الرياضية المناسبة للكبار والصغار.
- مسجد الوفرة: مسجد رائع المعمار يجذب إليه كل الأعين من شدة جمال التصميم الإسلامي الذي يسلب العقل ويرحل به إلى عصور الأئمة.
أين يمكن أن أقيم في منطقة الوفرة الزراعية بالكويت؟
يمكنك الإقامة في فنادق كثيرة بالمنطقة، وفيما يلي نقدم لك البعض من تلك الفنادق ولك حرية الاختيار:
- فندق الوفرة الفاخر: فندق 5 نجوم، ويتميز بالفخامة والتصميمات المعمارية الحديثة الإطلالات الرائعة على المدينة، وفريق عمل يعمل على راحتك طوال مدة الإقامة.
- فندق الواحة: من الفنادق 4 نجوم، وهو فندق عائلي جيد للغاية بخدماته المريحة وأنشطته الترفيهية المتنوعة، كما يضم غرف واسعة وأجنحة فندقية مزودة بجميع التقنيات الحديثة.
- فندق بيت الضيافة: من الفنادق 3 نجوم يناسب أصحاب الميزانيات المتوسطة، وليس معنى ذلك قلة جودة الخدمات المقدمة، بل يقدم الفندق خدمات ممتازة بغرف مريحة.
- منتجع الوفرة الشاطئي: يقدم المنتجع خدمات إقامة على الشاطئ، حيث يضم شاليهات فاخرة، ومطاعم عالمية، ومرافق ترفيهية تلبي احتياجات الزوار.
شكاوى سكان منطقة الوفرة الزراعية بالكويت
لاشك أن الوفرة الزراعية منطقة ذات انتاج زراعي ضخم وتلعب دور محوري في تعزيز الأمن الغذائي الكويتي وتدعيم الاقتصاد الوطني، ومع ذلك هناك الكثير من الشكاوى المنقولة عن لسان سكان المنطقة، ومنها:
- الانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي والذي تسبب في خسائر فادحة للمزارعين.
- قلة عدد المنافذ التسويقية أمام المزارع.
- ارتفاع أسعار المواد العضوية المستخدمة في الزراعة.
- المنطقة بحاجة إلى وجود مجموعة من الفروع البنكية والجمعيات التعاونية.
- تحتاج أيضًا الحركة المرورية بالمنطقة إلى الكثير من التنظيم.
- لا تتوافر الكثير من الأماكن الترفيهية المناسبة للعائلات لقضاء العطلات.
- تحتاج الوفرة إلى تدعيم الجانب السياحي المهمل من قبل المسؤولين.
- تحتاج كذلك إلى تنشيط التسويق للمنتجات الزراعية الكثيرة التي تنتجها المزارع.
وبذلك نسدل الستار على حديثنا المستفيض عن منطقة الوفرة الزراعية تلك المنطقة التي تنبت أرضها الخير الذي يعود بالنماء على الدولة الكويتية بأسرها، فالوفرة اسم على مسمى فهي ليست مجرد قرية ريفية صغيرة بل واحة من المزارع المنتجة لأغلب المحاصيل التي تحتاج إليها أي دولة، وفوق كل ذلك فالوفرة كذلك تصنف من المدن السياحية الجاذبة للمهتمين بتاريخ الكويت القديم، وتقدم لهم إقامة مريحة في فنادقها العصرية، ولذلك توليها الدولة الكويتية اهتمام كبير وتعمل على حل أي مشكلات تواجه المزارعين والسكان.
المصدر : موقع سكن